مقتطف من القصة: أمي الميتة منذ أكثر من عشرين سنة رأيتها تلوح لي بيدها من النافذة.
الراوي: إحدى الممرضات بمشفى الأمراض العقلية.
______________________
سارة فتاة عشرينية، تدرس الطب البشري ووالدها طبيب نفسي توفيت والدتها عند ولادتها وأكملت سارة حياتها مع والدها الذي حاول لعب دور الأب والأم ونجح في هذا الشي حسب ما رأينا في مذكرات سارة، وهي المذكرات التي كانت تلخص فيه أيامها منذ كانت صغيرة، وسأنقل لكم بعضا منها.
٢٢/١١/٢٠١٩
_في هذا اليوم المشؤوم عدت من الجامعة عند المغرب، وكانت الدنيا غائمة والبرد شديد، كنت متعبة وأبي لم يكن قد عاد بعد من العمل، استحممت وجلست اسرح شعري أمام المرآة في غرفتي وظهري كان مقابل النافذة، فجأة سمعت صوت حركة غريبة على النافذة، استدرت نحوها لكن لم يكن هناك شيء.
_انتهيت من تسريح شعري وكانت الساعة السابعة والنصف وذهبت للنوم، قبل أن أخلد للفراش سمعت أيضا أصوات غريبة من الحديقة كأن هناك أحدهم يمشي فيها، ذهبت نحو النافذة كي أي من هناك، لم يكن هناك أحد والحديقة في ذلك الوقت كن شكلها مخيفا، هدوء وضوء خفيف ولا يوجد أي حركة، عدت للسرير، بقيت ساعة وأنا أحاول النوم لكنني لم أستطع مع أنني متعبة وجلست أفكر بالأصوات التي سمعتها وأنا أسأل نفسي، هل من المعقول أن هذه الأصوات مجرد تهيأت لأنني شاهدت فلم رعب الباحة؟ بينما أسأل نفسي سمعت صوت طرقات خفيفة على النافذة، التفتت ورأيت امرأة ترتدي اللون الأسود كانت تلوح لي بيدها وتبتسم، للحظة كنت سأعاني من سكتة قلبية، من هذه؟ دققت في ملامح وجهها وشعرت بأنني رأيتها قبل ذلك، تذكرت نعم إنها تشبه أمي التي في الصور كثيرا، لا بل هي أمي، وفجأة اختفت من الشباك.
بدأت أرجف أبكي من الخوف، أمسكت الهاتف واتصلت بأبي فورا وقلت أنا أبكي: تعال فورا إلى المنزل وأغلقت الخط، دقيقة. دقيقتين، سمعت صوت باب غرفتي ينفتح بهدوء، صرخت بخوف، من؟ أبي؟ لم يجب أحد وبدأت أسمع صوت خطوات تقترب، واختلط صوتها بصوت دقات قلبي.
سمعت صوت امرأة تقول لا ليس والدك إنها أنا، وكانت نفس المرأة التي رأيتها خلف النافذة، أمي الميتة من عشرين سنة، من هول الموقف فقدت الوعي في هذه الليلة.
٢٣/١٢/٢٠١٩
_فتحت عيناي في هذا اليوم، رأسي كان ثقيلا وأشعر بوهن شديد، نظرت للساعة كانت العاشرة صباحا، عادة استيقظ في الرابعة، بدأت أسأل نفسي لماذا تأخرت في الاستيقاظ اليوم؟ وتذكرت الذي حصل معي البارحة وركضت أبحث عن والدي، خرجت من غرفتي وأنا اناديه، فتحت باب غرفته ودخلت، لم يكن هناك أحد، بحثت عنه في كل أرجاء المنزل ولم اجده، أكيد ذهب للعيادة لكن لماذا لم يطمئن علي ويسألني عن سبب اتصالي به، وأنا عائدة إلى غرفتي لمحت بقعة دماء عند باب المنزل، جريت نحو الباب ووجدت أبي مطعون بسكين في عنقه ودمائه قد اغرقته، الذي أذكره من هذا اليوم أن الجيران كلهم اجتمعوا حولي بسبب صراخي.
_جاءت الشرطة والاسعاف......الخ.
في هذا اليوم من الصدمة اتعقد لساني ولم أستطع النطق بأي كلمة لبعد ثلاثة أيام.
_ سارة كان عندها خال واحد مسافر إلى أميركا ولا يسأل عنها ابدا، وكان عندها أيضا عمان محاميان وعمة لكنهم لم يكونوا يحبونها كثيرا.
تعليقات
إرسال تعليق