القائمة الرئيسية

الصفحات

صرخة ميت..قصة من الواقع حدثت في احدى المشافي

 

أنا أعمل في مشفى حكومي ولكن وظيفتي فيها مختلفة بعض الشيء ، وقد تعتبر الفكرة مخيفة في نظر بعض البشر ، لأني أعمل في غسل جثث الموتى وكفنها ، فأقضي معظم أوقاتي بين ثلاجة الأموات والمغسلة ، ولا أرى سوى تلك الجثث بين محروق أو مقتول أو مشرح مناظر تقشر لها الأبدان وخاصة رؤية الكفن الأبيض كل يوم ، وكل هذه الأشياء تعتبر لا شيء أمام ما حدث معي في ذلك اليوم الذي أخافني كثيراً ، وكانت تجربة مخيفة لن أنساها ما حييت . 

في إحدى الأيام أحضرت جثة شاب ثلاثيني على المغسلة وكان برفقته أباه وأخاه وأعمامه الإثنين فقط، فأدخلت الجثة على المغسلة ومددتها على الطاولة حتى أبدأ بغسيل الجثة عليها ، وطلبت من عائلته الدخول معي من أجل مساعدتي وأخذ الأجر ، ولكن الغريب في الأمر  أنهم لم يقبلوا بذلك ، حتى أنهم رفضوا مشاهدته أيضاً ولو كان من بعيد ، استغربت كثيراً من موقفهم ، ثم بدأت بإتمام عملي ، وصوت القرآن يعلو في المكتب الذي يقع بجوار المغسلة ، وهذه ليست المرة الأولى ، فصوت القرآن لا ينقطع من مكتبي .

بدأت عملي على صوت تلاوة القرآن ، وأنا أسبح مثل العادة ، ولكن أليس غريب أن ترفض عائلته الدخول معي ، بدأت أفكر بيني وبين نفسي عن السبب ، ولكن لم أجد تفسيراً منطقياً غير أنهم يخافون من هذه الأماكن ، ثم أكملت عملي .

 فجأة بدأ صوت القرآن يتقطع ، استغربت كثيراً ، فهذه المرة الأولى التي يحدث فيها شيئاً كهذا ، 

لم يمر الكثير من الوقت حتى ازداد التقطيع عن زي قبل ، فتركت الجثة وخرجت لمعرفة سبب المشكلة ، أخرجت الشريط الموضوع في المسجل وأعدت تشغيله مرة أخرى ، عاد الصوت كالسابق .

ثم عدت إلى المغسلة ، وهنا كانت الصدمة الكبرى ، 

لقد تغيرت وضعية الشاب ، كان مستلقياً على ظهره ورأسه نحو الأعلى ، لأراه مسلتقي على شماله ، وعيناه مفتوحتان ، كانت ملامح الصدمة على وجهه .

وبدأت اقرأ المعوذات ، و جسدي يرتعش من شدة الخوف ، فقدت السيطرة على نفسي فجأة ، وبدأت أقول بيني وبين نفسي ، يجب علي أن أهدى ، ربما أنا الذي فعلت ذلك ، ولكني متأكد أنني أغلقت عيناه ، كيف حدث ذلك ؟ 

حاولت تجاهل الأمر ، ثم تمالكت أعصابي قدر المستطاع حتى أنهي عملي و اكفنه ، أمسكت القطعة التي استخدمها في غسل الجثة لأبلها بالماء ، فوجدت المياه تتحرك بشكل غريب في الحوض ، وهنا كانت الصدمة الأخرى ، ليس هناك أي مصدر يساعد على تحريك المياه في الحوض ،

وعلى رغم من كل هذا ، أصريت على متابعة عملي دون أن أسمح لمشاعري بالسيطرة علي ، بقي ذكر اسم الله على لساني وأنا استغفره ، كانت المرة الأولى التي أشعر بها أن الوضع سيء إلى هذا الحد ، وأن هناك أمر غير طبيعي .

عدت إلى عملي ، و حركت الشاب إلى وضعيته السابقة كما كان نائماً على ظهره و عيناه مغلقتان ، 

 بدأت أشعر بالخوف الشديد ولم تعد قدماي تحملاني من شدة الرعب ، وعلى رغم من ذلك أحاول مقاومة الأمر قدر المستطاع ، ولكن الغريب في الأمر أن جسد الشاب كان بارد جداً مثل الثلج ، 

حتى الغرفة أصبحت باردة فجأة ، وبدأت أشعر بالبرد الشديد ، تجاهلت الأمر ، وأتممت عملي .

ولكن ماذا حدث مرة أخرى ؟؟

صوت القرآن يتقطع مرة أخرى ، كانت سورة يوسف ، وكل جزء يتقطع منه كنت أقوم بتلاوته بنفسي ، إلى اللحظة التي انقطع فيها صوت القرآن الكريم كلياً ، حدث أمر غريب ... سمعت صوت و كأن شخص دخل المكتب وأطفائها عمداً ..

بدأ قلبي يرتجف من شدة الخوف ، وجسدي أصبح ثقيل الحركة ، وتسرعت نبضات قلبي وأنفاسي بين شهيق وزفير ، لم أكن أعلم ما سبب هذا الخوف ؟؟ ولا هذا البرد ؟؟

وأنا أبلل القطعة في الماء ، نظرت إلى الحوض ومازال الماء يتحرك بشكل مخيف ، والغرفة تزداد برودة شيئاً فشيئاً .

 في لحظة استدرت خلفي ، لأجد ملامح جثة الشاب مخيفة جداً ، كانت عيناه مفتوحتان وجاحظتان ، و مسلتقي على جهته الشمالية ، هنا وقعت القطعة من يدي ولم أعد أستطيع التحكم في نفسي ، بدأت يداي ترتجفان و تسرعت نبضات قلبي ، وأحسست بثقل في جسدي ، فجأة شعرت 

بشيء يقف خلفي محاولة خنقي ، وهنا دخلت في حالة مابين الوعي واللاوعي،  وكأنني غبت عن الدنيا بهذه اللحظات ، أحسست أن الشاب أصبح كياناً شيطانياً أسود اللون ذو شكل مرعب جداً ، له قرون حمراء وأسنان حادة وشفتاه تتحركان ، بدأ يقترب مني لمحاولة خنقي ، وأنا متأكد أن الجثة تحركت من مكانها وهي تحاول خنقي أيضاً ،  وبدأت أقرأ القرآن والحمدلله أملك إيمان قوي بالله تعالى ، فجأة سمعت صوت شيء وقع داخل حوض الماء ، واختفى من كان يحاول خنقي واختفى كل شيء معه ، وقعت على ركبتاي من وهل الموقف ، وأول شيء قمت بتفقده هو الجثة إن كانت ما زالت في مكانها أو لا ، وفعلاً كانت جثة الشاب في مكانه ولم تتحرك أبداً .

شعرت أن قواي تلاشت كلياً ، ولم يبقى  لدي أي طاقة للحراك ، كنت أنظر من حولي مدركاً أني في أكثر الأماكن رعباً في العالم ، وهنا سمعت أصوات مثل الوسواس ، لقد كانت وسوسات مخيفة وكلمة واحدة فقط استطعت أن أميزها بعد تركيز وهي ( اتركني ) ، وهنا أدركت تماماً إن هناك شيء مريب يحدث حولي ، بدأت أقرأ آيات الرقية الشرعية ، بينما أقوم بالقراءة وعلى رغم من برودة الغرفة ، كنت أتصبب عرقاً بشكل لا يوصف ، فجأة سمعت صراخ مدوي رجف به جسدي بالكامل ، هذه الصرخة كانت خارجة من جثة الشاب ..هل سبق وأن سمعت بجثة تصرخ ....كيف حدث هذا ؟؟!!

بقيت مستمراً بالقراءة ، ووقفت على قدمي وأنا انسحب رويداً رويداً إلى أن وصلت إلى الباب ، وخرجت لملقاة أهل الشاب ، كان لوني قد تغير وملامح الخوف بادية علي .

- كيف مات ولدكم ؟

الأب : لماذا تسأل ..هل هناك شيء؟

- يوجد أشياء .. ولكن حدثني كيف مات ؟ 

الأب : هل حدث شيء معك ..هل أنت بخير ؟ 

- أنا بخير فقط حدثني عنه ؟

الأب : سأخبرك بكل صراحة ما حدث مع ابني يا شيخ ، ابني مسحور ومات بالسحر الأسود والساكن في جسده ليس جن عادي ..أنه ملك من ملوك الجن وأقواهم ولم نستطع التخلص منه ..والكثير من الناس تأذت منه وخاصة نحن ، ولذلك رفضنا الدخول ﻷننا كنا خائفين ..

وبعد أن أنهيت كلامي معه وكنت شديد اللهجة بحديثي ، ﻷنه لم يخبرني منذ البداية ، ولكن استطعت أن أسيطر على الوضع بمساعدة شيخ مختص بهذه الأمور وقمنا بكفنه وتسليمه لعائلته .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع