القائمة الرئيسية

الصفحات

اختفاء .. الجزء الثاني والأخير .. ساعة من التشويق والرعب


  # اختفاء .. الجزء الثاني والأخير ...

اقتربت من الكرسي لأرى ما خلفه ولكنني لم أجد شيئاً ،فقربت الشمعة لأجد خيالاً على الحائط وما جعل جسدي يرتعش إن الظل كان لرامي !!

كدت أسقط الشمعة على الأرض من الصدمة ، ولكني تمالكت نفسي عندما رأيت شكل رامي في الظل،كيف كان خائفاً وجالساً على الأرض ورجليه مضمومة إلى صدره ويديه ملتفة بهما ،فحبست دموعي وأخذت نفساً عميقاً وناديت أخي :رامي ..رامي ،فرأيته يلتفت حواليه ليبحث عني ويقول:كريم ..أين أنت ؟ فقلت له :ليس المهم أين أنا ..اهدىء ولا تخاف وأخبرني ما حدث معك وماتشاهده الآن..وجدته يلتفت حوله وبعدها قال :أنه في المنزل، ولكنه مظلماً جداً وشكله غريب ، وبارد جداً والأتربة مغطاة أرض المنزل ، أنا أشعر بالبرد يا كريم ، وبدأ بالبكاء وهو ينادي على أمي ،فطلبت منه عدم الخوف لأنني معه ولكن حدثني عن هؤلاء الناس ، ولماذا أنت خائف أن يسمعك أحد ؟! فوجدته يشاهد من وراء الكرسي ويعود لمكانه بسرعة ،ثم أخبرني بأن هناك امرأة تشبه أمي ورجل يشبه أبي ولكن أشكالهم مرعبة جداً ،والمرأة التي تشبه أمي شعرها طويل جداً ويغطي وجهها كله....وبينما كان رامي يتحدث فجأة لمع سؤال في فكري ، فسألته :هل هناك أحداً يشبهك ؟!


اللحظة التي كان فيها رامي يقول لي لا ، سمعت صوتا يخرج من غرفة رامي ،كنت أعلم مصدر هذا الصوت جيداً لأن الصوت كانت لسيارة رامي وهي لعبة كان يلعب بها ،فقلت له :"ثانية واحدة وأعود إليك "،فذهبت ومعي الشمعة بأتجاه غرفة رامي وهو ينادي علي .. إلى أين تذهب ؟لا تتركني لوحدي ،فأكملت المشي لأجد الباب مفتوحاً قليلاً ،

فوجدت شيء يتحرك بسرعة في الغرفة ،فانقبض قلبي من الخوف وحبست أنفاسي حتى لا يسمعني أحد ،فجأة سمعت صوت صراخ رامي وهو ينادي علي ،اتبعني يا كريم ..في لحظة التي كنت أحاول 

فيه الاقتراب أكثر من الغرفة ،فأسرعت إلى مكان وجود ظل رامي وقربت الشمعة فوجدته يجري فأتبعته ﻷعلم إلى أين سيذهب ؟فرأيته يدخل الغرفة ،التي كنت خائفاً من الدخول فيها منذ 5 ثواني بالضبط..


تسارعت نبضات قلبي بشكل أسرع من ذي قبل ،حتى اعتقدت أن قلبي سيتوقف من الخوف عندما اقتربت من باب الغرفة ،ولكني تذكرت شكل رامي ودخلت الغرفة وأنا أرتعش من الخوف وبيدي الشمعة،لأرى زاويتا الغرفة عليهما ظل رامي وهو يرتعش من الخوف و جالس نفس الجلسة التي شاهدته خلف الكرسي ،فدعوت ربي ثم اقتربت من الظل الأول،

وقربت منه الشمعة ،لكن كان ظل لرامي !!هذا يعني إنه في الركن الثاني !!


فجأة شعرت بأن الباب ينغلق و يد باردة مثل الثلج تلف على رقبتي وكأنني اختنق فسقطت الشمعة من يدي ،وبدأت أقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ،وكنت أرددها كثيراً وأقرأ سور قصيرة ،سمعت صوت صرخة ولكن لم أكن أعلم مصدر الصوت أكان من رامي أم هو من الكائن الذي يقوموا بخنقي ،فكان هناك صوت داخلي يقول لي اقرأ سورة (ق) فبدأت أقرأ ،بسم الله الرحمن الرحيم 

ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ .. 

ورفعت صوتي بالقراءة أكثر فأكثر ،فشعرت بأن هذا الكائن بدأ يبتعد عني وهو يصرخ ويضع يديه على أذنيه ،فنظرت إلى ظل رامي فوجدته بمكانه ،فقمت بشد الكائن تلقائياً وهو يصرخ ورميه على الزاوية التي فيها ظل رامي ،وبمجرد ما جلس مكانه فجأة جاء الكهرباء ،فأغمضت عيني من النور وعندما فتحت عيني وجدت رامي جالس في زاوية الغرفة وهو يرتعش من الخوف ،فذهبت إليه وقمت باحتضانه واعتذرت له وهو يبكي ...

 

الشيء الذي تعلمته من هذه الحادثة أننا لسنا لوحدنا في هذا المنزل وأن هناك من يشاركنا فيها وهم أيضاً يحبون المزاح كما نحن نحب ذلك ولكن مزاحهم ثقيل ومخيف قليلاً ،تذكرت كلام جدتي عندما كنت صغيراً كانت تقول لي :عليك النوم باكراً لأن المنزل بعد الساعة 12 ليست ملكنا ،كنت استهزىء من هذا الكلام ولكنني الأن أعتقد أنني فهمت جزء بسيط منه ... 

ولكن مازلت أشعر بأنك هناك شيء غريب في رامي مع أن الحادثة انتهى ،فعندما أمشي بجانب باب غرفته اسمعه وكأنه يتكلم مع أحد معه في الغرفة وأحياناً أدخل غرفته أجده جالساً في نفس زاوية الغرفة ،كان تفسير لتلك التصرفات بأنه من تأثير الحادث وفترة وتمضي ،ولم نكن نريد أن نتحدث لأي أحد عن هذا الموضوع ،فاقترحت أمي أن يقوم رامي بزيارة بيت خالته لأن لديها أولاد من نفس العمر ليلعب معهم وينسى الحادثة ، فأخذت رامي لبيت خالتنا ، ثم نمت قليلاً لأني تعبت من المشوار ،وبعدما استيقظت فتحت باب الغرفة فرأيت ابن خالتي عادل مغطي رامي بالغطاء

ويقول الآن سأخفي لكم رامي ،فركضت عليه وأنا أقول له :لااااااا، وانقطع الكهرباء ..

# النهاية 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع