# اختفاء ... الجزء الأول
في إحدى الأيام بينما كنت أتصفح مواقع التواصل الأجتماعي أعجبتني إحدى مقاطع الفيديو التي كانت منتشرة في الأونة الأخيرة، حيث يقومون بإخفاء طفل صغير بعد تغطيته بقطعة قماش والطفل يجلس ويعتقد أنه اختفى فعلاً ، ولا يستطيعون إعادته ، فأحببت فكرة الموضوع ،فأحضرت أخي الصغير رامي لكي نلعب اللعبة وكذلك والدي وأخبرتهم بما سأفعله أمامهم وكيف عليهم أن يتصرفوا بعد رفع الغطاء لنرى ردة فعله من بعده .
طلبت من أخي المجيء والجلوس على الكرسي ووضعت الغطاء عليه ،وبدأت أقول كلمات من تأليفي ،فجأة انطفأ الضوء لتكتمل الخدعة جيداً ،فنظرت إلى والدي ، يضحكون وعيونهم على رامي ومن ثم رفعت الغطاء ...و لم أجد رامي ...
الغريب في الموضوع أنني لم أطلب منه الاختفاء ،وعائلتي كانت تنادي باسمه معتقدين بأنه يلعب معهم لكي يبحثوا عنه وهم يضحكون ويقولون كم من الوقت ستبقى مختفياً ؟ولكنه كان مختفياً لفترة طويلة ..وهنا اقترحت علي عائلتي بوضع الغطاء مرة أخرى على الكرسي وقول نفس الكلمات من أجل عودته ..لكن رامي لم يعد
فكانت أمي تنادي على أخي وتطلب منه أن يخرج ويكفي هذا القدر من الاختفاء ،وتقول : لقد علمنا أنك جيد في الاختفاء ...هيا اخرج ، هنا تسلل الخوف إلى قلبي وبدأت بالبحث عنه خلف الكرسي الذي كان جالساً عليه وفي كل زوايا الغرفة ولكن لم نجده فأكملنا البحث في كل أرجاء المنزل ،وأبي كان ينادي عليه وهو يبحث عنه ،ولكن لم نجد له أي أثر !وأمي تبكي وتسألني ،أين هو ولدي ؟أين أخوك يا كريم ؟ كنت ساكناً لا أعلم ما حدث ..ولا أعرف ماذا أقول ؟
لقد كان بقربي واختفى ،خيم الليل عندما خرجنا أنا وأبي للبحث عنه في الشوارع معتقدين بأنه خرج من البيت وقت انقطاع الكهرباء وبدأنا نسأل الناس عليه ،لكنهم جميعهم أكدوا أنهم لم يشاهدوه منذ وقت لعبه عصراً وذهابه من بعده إلى المنزل ،عدنا إلى البيت بعد تأكيد الناس لنا بعدم رؤيتهم له وعلى أمل من في البيت قد وجدوه في أحدى زوايا المنزل أو كان قد خرج فعلاً ومن ثم عاد ..ولكن لم نجده للأسف .
وعندما دخلنا المنزل وأخبرناها بأن أخي لم يشاهده أحداً في الشوارع ، انهارت من البكاء ، انخطف لون وجهها وتغيرت ملامحها وقامت لتبديل ملابسها والبحث عنه بنفسها ...أبي كان يعلم جيداً بأن أمي لن ترتاح حتى تتأكد وتسمع بنفسها ،وأن أخي موجود في المنزل وسوف يخرج وطلب مني أن أبقى في البيت في حال عودة أخي ،لكن بعد خمس دقائق من ذهاب عائلتي بالضبط انقطعت الكهرباء وعم الهدوء المنزل ....
لا يسمع في المنزل أي صوت غير صوت أنفاسي ،فأشعلت شمعة وبدأت ابحث في كل زوايا المنزل ، وذهبت إلى الغرفة مرة أخرى وأنا أنادي بأسمه ،لوقت ما سمعت صوت همس تنادي بأسمي كريم ،التفت إلى جانيبي فلم أجد أحداً وأنا متأكد من سماعي لصوته ،فقرأت المعوذتين وآية الكرسي ،فسمعت مرة ثانية صوت تنادي "كريم "هنا استجمعت كل قوتي وسألت : من أنت ،سمعت الصوت يقول :أنا رامي ..أين أنت يا كريم ؟كان يبكي وهو يقول لي بأنه خائف جداً .
هنا صرخت بأعلى صوتي وأنا أقول له أين أنت ؟
فطلب مني أن اخفض صوتي حتى لا يسمعوه ،فقلت له:من هم ؟أين أنت ؟سمعت صوته يقول بأنه يخفي نفسه خلف الكرسي ،فاقتربت من الكرسي لأرى ولكن لم أجد شيئاً ،فقربت الشمعة ولكن ما شاهدته جعلني ساكناً بلا حراك ...
#تتبع
#إختفاء
تعليقات
إرسال تعليق